![]() |
|
![]() | رقم المشاركة : 7 | |||
| 1835 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ ح و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ح و حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً 1836 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ ... 1837 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ قَدْرُ مَا بَيْنَهُمَا قَالَ خَمْسِينَ آيَةً... 1838 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ ... 1839 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَا أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْنَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ وَالْآخَرُ يُؤَخِّرُ الْإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ الصَّلَاةَ قَالَتْ أَيُّهُمَا الَّذِي يُعَجِّلُ الْإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلَاةَ قَالَ قُلْنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَتْ كَذَلِكَ كَانَ يَصْنَعُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَادَ أَبُو كُرَيْبٍ وَالْآخَرُ أَبُو مُوسَى 1840 - ...عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ لَهَا مَسْرُوقٌ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِلَاهُمَا لَا يَأْلُو عَنْ الْخَيْرِ أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الْمَغْرِبَ وَالْإِفْطَارَ وَالْآخَرُ يُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ وَالْإِفْطَارَ فَقَالَتْ مَنْ يُعَجِّلُ الْمَغْرِبَ وَالْإِفْطَارَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَتْ هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ قال النووي رحمه الله بَاب فَضْلِ السُّحُورِ وَتَأْكِيدِ اسْتِحْبَابِهِ وَاسْتِحْبَابِ تَأْخِيرِهِ وَتَعْجِيلِ الْفِطْرِ 1835 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُور بَرَكَةً ) رُوِيَ ... ( السُّحُور ) ... والسَّحور . فِيهِ : الْحَثّ عَلَى السَّحُور ، وَأَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَابه ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبٍ ، وَأَمَّا الْبَرَكَة الَّتِي فِيهِ فَظَاهِرَةٌ ؛ لِأَنَّهُ يُقَوِّي عَلَى الصِّيَام ، وَيُنَشِّط لَهُ ، وَتَحْصُلُ بِسَبَبِهِ الرَّغْبَة فِي الِازْدِيَاد مِنْ الصِّيَام ؛ لِخِفَّةِ الْمَشَقَّة فِيهِ عَلَى الْمُتَسَحِّر ، فَهَذَا هُوَ الصَّوَاب الْمُعْتَمَد فِي مَعْنَاهُ ، وَقِيلَ : لِأَنَّهُ يَتَضَمَّن الِاسْتِيقَاظ وَالذِّكْر وَالدُّعَاء فِي ذَلِكَ الْوَقْت الشَّرِيف ، وَقْت تَنْزِل الرَّحْمَة ، وَقَبُول الدُّعَاء وَالِاسْتِغْفَار ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ صَاحِبه وَصَلَّى ، أَوْ أَدَامَ الِاسْتِيقَاظ لِلذِّكْرِ وَالدُّعَاء وَالصَّلَاة ، أَوْ التَّأَهُّب لَهَا حَتَّى يَطْلُع الْفَجْر وهي معانٍ حسنةٌ جميلة ولا مانع من إثباتها مع المعنى الذي ذكره من أنه يقوي على الصيام وينشط له. 1836 - ... قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَصْل مَا بَيْن صِيَامنَا وَصِيَام أَهْل الْكِتَاب أَكْلَة السَّحَر ) مَعْنَاهُ : الْفَارِق وَالْمُمَيِّز بَيْن صِيَامنَا وَصِيَامهمْ السُّحُور ؛ فَإِنَّهُمْ لَا يَتَسَحَّرُونَ وَنَحْنُ يُسْتَحَبّ لَنَا السُّحُور يعني فيما شُرع لهم وإلا أصبح صيامهم الآن يهوداً ونصارى قد حُرِّف عما شرعه الله عز وجل لهم أصلاً وصاروا لا يمتنعون من الطعام والشراب وإنما يمتنعون من أنواعٍ من الأطعمة وأما اليهود فلا يُعرف صيامهم على الوجه المشروع لكن فيما شُرع لهم أنهم كانوا لا يتسحرون شُرع لنا ذلك واتلله أعلى وأعلم ، وَأَكْلَةُ السَّحَرِ هِيَ السَّحُور ، وَهِيَ بِفَتْحِ الْهَمْزَة ... وَهِيَ عِبَارَة عَنْ الْمَرَّة الْوَاحِدَة مِنْ الْأَكْل كَالْغَدْوَةِ وَالْعَشْوَة ، وَإِنْ كَثُرَ الْمَأْكُول فِيهَا . وَأَمَّا ( الْأُكْلَة ) بِالضَّمِّ فَهِيَ اللُّقْمَة ، وَادَّعَى الْقَاضِي عِيَاض أَنَّ الرِّوَايَة فِيهِ بِالضَّمِّ ، وَلَعَلَّهُ أَرَادَ رِوَايَة أَهْل بِلَادهمْ فِيهَا بِالضَّمِّ ، قَالَ . وَالصَّوَاب الْفَتْح ؛ لِأَنَّهُ الْمَقْصُود هُنَا . 1837 - قَوْله : ( تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاة قُلْت : كَمْ بَيْنَهُمَا قَالَ : خَمْسِينَ آيَة ) مَعْنَاهُ : بَيْنَهُمَا قَدْرُ قِرَاءَةِ خَمْسِينَ آيَةً ، أَوْ أَنْ يَقْرَأ خَمْسِينَ . وَفِيهِ الْحَثُّ عَلَى تَأْخِير السُّحُور إِلَى قُبَيْل الْفَجْر أنه ما بين الانتهاء من السحور عند الأذان والقيام إلى الصلاة وهو ما بين الأذان ولإقامة قدر خمسين آية والله أعلم وإنما كانوا ينتهون عن الطعام والشراب عند سماع أذان ابن أم مكتوم رضي الله عنه وهو الأذان الثاني للفجر فدل هذا الحديث على أنه بين الأذان والإقامة قدر خمسين آية وهاذ الأمر يتفاوت حسب قراءة القارئ لكن يُحمل على المتوسط في الآيات والمتوسط في السرعة فالظاهر والله أعلم نحو الثلث ساعة أو قريباً من ذلك قدر خمسين آية متوسطة وليست من القصير لأنه من الممكن قراءة خمسين آية ويكونون أقل من ربع في خمس دقائق وليست هي المقصودة لأنه كان - صلى الله عليه وآله وسلم - يصلي نافلة الصبح ثم يضطجع - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم يأتيه المؤذن فيقوم فعند ذلك تقام الصلاة فدل هذا على أنه كان هناك سعة أكثر من قراءة خمسين آية قصيرة وأما الآيات الطويلة فربما تزيد على ذلك لكن القدر المتوسط من ذلك نحو الربع ساعة الثلث ساعة قريب من هذا أو يزيد أو يقل قليلاً والله أعلم لأنه أمرٌ تقريبي . 1838 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَزَال النَّاس بِخَيْرِ مَا عَجَّلُوا الْفِطْر ) فِيهِ الْحَثّ عَلَى تَعْجِيله بَعْد تَحَقُّقِ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، وَمَعْنَاهُ لَا يَزَال أَمْر الْأُمَّة مُنْتَظِمًا وَهُمْ بِخَيْرٍ مَا دَامُوا مُحَافِظِينَ عَلَى هَذِهِ السُّنَّة ، وَإِذَا أَخَّرُوهُ كَانَ ذَلِكَ عَلَامَة عَلَى فَسَادٍ يَقَعُونَ فِيهِ يعني لأجل مخالفتهم للسنة فإذا كانت مخالفتهم للسنة في أمرٍ مستحب علامة على وقوع شرٍ أكثر فكسف بمخالفة السنة في الواجب فكيف بتركها بالكلية بترك التشريع المبني على السنة فكيف بإنكار السنة وحجيتها فكيف بإنكار القرآن والعياذ بالله وترك ما أمر الله به في القرآن فحصل الشر والفساد بسبب عدم امتثال أمر الله عز وجل . 1840 - قَوْله : ( لَا يَأْلُوَا عَنْ الْخَيْرِ ) أَيْ لَا يَقْصُرُ عَنْهُ . | |||
![]()
|
![]() | رقم المشاركة : 8 | |||
| 10 بَيَانِ وَقْتِ انْقِضَاءِ الصَّوْمِ وَخُرُوجِ النَّهَارِ قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى: 1841 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو كُرَيْبٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَاتَّفَقُوا فِي اللَّفْظِ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ و قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي و قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ وَغَابَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ لَمْ يَذْكُرْ ابْنُ نُمَيْرٍ فَقَدْ أي أنه قال إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ وَغَابَتْ الشَّمْسُ أَفْطَرَ الصَّائِمُ 1842 - و حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَمَّا غَابَتْ الشَّمْسُ قَالَ يَا فُلَانُ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ فَنَزَلَ فَجَدَحَ فَأَتَاهُ بِهِ فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا وَجَاءَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ 1843 - ...عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَلَمَّا غَابَتْ الشَّمْسُ قَالَ لِرَجُلٍ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمْسَيْتَ قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ إِنَّ عَلَيْنَا نَهَارًا فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُ فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ و عن ...عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال...سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمَّا غَرَبَتْ الشَّمْسُ قَالَ يَا فُلَانُ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ مُسْهِرٍ وَعَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ و ذكر في الرواية الأخرى مثل ذلك إلا أنه ...لَيْسَ فِي الرواية الأخرى ذكر ...شَهْرِ رَمَضَانَ وَلَا قَوْلُهُ وَجَاءَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا إِلَّا فِي رِوَايَةِ هُشَيْمٍ وَحْدَهُ قال النووي رحمه الله بَاب بَيَانِ وَقْتِ انْقِضَاءِ الصَّوْمِ وَخُرُوجِ النَّهَارِ 1841 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْل وَأَدْبَرَ النَّهَار وَغَابَتْ الشَّمْس فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِم ) مَعْنَاهُ : اِنْقَضَى صَوْمه وَتَمَّ ، وَلَا يُوصَف الْآن بِأَنَّهُ صَائِم ، فَإِنَّ بِغُرُوبِ الشَّمْس خَرَجَ النَّهَار وَدَخَلَ اللَّيْل ، وَاللَّيْل لَيْسَ مَحِلًّا لِلصَّوْمِ أي أنه أفطر حكماً حتى ولو لم يفطر بالطعام والشراب إلا أنه ل\فطر حكماً. وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَقْبَلَ اللَّيْل وَأَدْبَرَ النَّهَار وَغَرَبَتْ الشَّمْس ) قَالَ الْعُلَمَاء : كُلّ وَاحِد مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَة يَتَضَمَّن الْآخَرَيْنِ وَيُلَازِمُهُمَا ، وَإِنَّمَا جَمَعَ بَيْنَهَا ؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُون فِي وَادٍ وَنَحْوه بِحَيْثُ لَا يُشَاهِد غُرُوب الشَّمْس ، فَيَعْتَمِد إِقْبَال الظَّلَّام وَإِدْبَار الضِّيَاء لإقبال الظلام من جهة الشرق وإدبار الضياء أيضاً من نفس الجهة إذا غابت الشمس من ها هنا يُقصد به المغرب وجاء الليل من ها هنا يُقصد به المشرق أي الظلمة ومن عنده مطالعة دائمة للأفق في وقت الشروق وفي وقت الغروب يعرف مجيء الظلام بدرجة إظلام السماء فيتأكد من مجيء الليل وإقبال الظلام أفطر. وَاَللَّه أَعْلَم . 1842 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اِنْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا ؛ فَنَزَلَ فَجَدَحَ ) ...هُوَ خَلْطُ الشَّيْءِ بِغَيْرِهِ ، وَالْمُرَاد هُنَا خَلْط السَّوِيق بِالْمَاءِ وَتَحْرِيكه حَتَّى يَسْتَوِي وَ ( الْمِجْدَح ) ...عُودٌ مُجَنَّحُ الرَّأْسِ . لِيُسَاطَ بِهِ الْأَشْرِبَة ، وَقَدْ يَكُون لَهُ ثَلَاث شُعَبٍ أي مثل الشوكة 1843 - حديث عبد الله بن أبي أوفى قال ... : ( كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ... ) الحديث مَعْنَى الْحَدِيث . أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه كَانُوا صِيَامًا ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي شَهْر رَمَضَان ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي رِوَايَة يَحْيَى بْن يَحْيَى : ( فَلَمَّا غَرَبَتْ الشَّمْس أَمَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَدْحِ لِيُفْطِرُوا ) فَرَأَى الْمُخَاطَب آثَار الضِّيَاء وَالْحُمْرَة الَّتِي بَعْد غُرُوب الشَّمْس فَظَنَّ أَنَّ الْفِطْر لَا يَحِلّ إِلَّا بَعْد ذَهَاب ذَلِكَ ، وَاحْتَمَلَ عِنْده أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرَهَا أي الحُمرة التي تعقب غروب الشمس وآثار الضياء ظن أن قوله تعالى ثم أتموا الصيام إلى الليل لابد أن يعم الظلام كل الأفق فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن مجيء الليل بغروب الشمس إلى الليل أي إلى غروب الشمس. فَأَرَادَ تَذْكِيرَهُ وَإِعْلَامَهُ بِذَلِكَ ، وَيُؤَيِّد هَذَا قَوْله ( إِنَّ عَلَيْك نَهَارًا ) لِتَوَهُّمِهِ أَنَّ ذَلِكَ الضَّوْء مِنْ النَّهَار الَّذِي يَجِب صَوْمه ، وَهُوَ مَعْنَى ( لَوْ أَمْسَيْت ) أَيْ تَأَخَّرْت حَتَّى يَدْخُل الْمَسَاء وتستعمل كلمة المساء عند العرب وأمسيت تستعمل بمعنى بعد الزوال وتستعمل أحياناً بمعنى بعد الغروب بمدة وإقبال الظلام وهذا أصل معناه والله أعلم ، وَتَكْرِيره الْمُرَاجَعَة لِغَلَبَةِ اِعْتِقَاده عَلَى أَنَّ ذَلِكَ نَهَار يَحْرُم فِيهِ الْأَكْل مَعَ تَجْوِيزه أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنْظُر إِلَى ذَلِكَ الضَّوْء نَظَرًا تَامًّا ، فَقَصَدَ زِيَادَة الْإِعْلَام بِبَقَاءِ الضَّوْء . وَفِي هَذَا الْحَدِيث : جَوَاز الصَّوْم فِي السَّفَر لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان صائماً وفي رمضان ولا تاريخ حتى يُقال نُسخ هذا وإنما الجمع بين الأدلة واجب وحتى لو ثبت التاريخ وأن هذا الحديث متقدم على الأحاديث التي فيها ليس من البر الصيام في السفر فإن الجمع ممكن ولا يُلجأ إلى النسخ مع إمكان الجمع ولو عُلم التاريخ فحتى نقول أن الحديث منسوخ إما أن يُصرح النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالنسخ مثل أن يقول كنت قد نهيتك عن زيارة القبور فزوروها ونحو ذلك أو يصرح الصحابي بالنسخ على أصح الأقوال وإن كان استعمال النسخ في عرف الصحابة رضي الله عنهم أوسع من استعماله ف عرف المتأخرين فيُنظر إن كان يُقصد بذلك التخصيص والتقييد أم لا ويُلجأ إلى النسخ أو يُشار إليه بعد ثبوت التعارض وعدم إمكان الجمع وثبوت التاريخ ثلاثة شروط مع وجود التعارض وإذا وُجد فعلان فالأفعال لا تتعارض الأمر الثاني ثبوت عدم إمكان الجمع فإذا أمكن الجمع بين الأدلة بحمل هذا على حال وذاك على حال أو بالتخصيص أو التقييد أو نحو ذلك وجب الجمع بين الأدلة مقدماً على الترجيح لأن النسخ من مسالك الترجيح لأنه يؤدي إلى إبطال العمل بأحد الدليلين ثم لابد من ثبوت التاريخ، وَتَفْضِيله عَلَى الْفِطْر لِمَنْ لَا تَلْحَقُهُ بِالصَّوْمِ مَشَقَّةٌ ظَاهِرَةٌ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فعل ذلك صام واختار الصيام وهو لا يفعل إلا الأفضل أو لا يختار إلى الأفضل وقد يُعارض ذلك بأنه قد أفطر لكن الأحاديث التي فيها أنه أفطر في رمضان كان هناك مشقةٌ ظاهرةٌ على كثيرٍ من أصحابه وفي هذه الروايات التصريح بأنه قد شق على أصحابه وهو الأسوة - صلى الله عليه وآله وسلم - فكان إفطاره في تلك الحال أفضل ونحن نقول أن الأيسر هو الأفضل كما ذكرنا من قبل أيسرهما أفضلهما الفطر أو الصوم فلو كان لا يشق عليه الصوم فالصوم أفضل وإن كان يشق عليه والفطر أيسر فالفطر أفضل وقد يقو لقائل فالفطر أيسر مطلقاً نقول لا بل قد يكون المسافر لا يحتاج إلى الطعام لقصر النهار أو أنه سوف يشق عليه النزول لأجل الأكل والشرب وقد يشق عليه القضاء إذا طال النهار بعد ذلك فمن هنا قلنا أيسرهما أفضلهما وهو قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى . وَفِيهِ : بَيَان اِنْقِضَاء الصَّوْم بِمُجَرَّدِ غُرُوب الشَّمْس وَاسْتِحْبَاب تَعْجِيل الْفِطْر ، وَتَذْكِير الْعَالِم مَا يُخَاف أَنْ يَكُون نَسِيَهُ ، وَأَنَّ الْفِطْر عَلَى التَّمْر لَيْسَ بِوَاجِبٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ مُسْتَحَبٌّ لَوْ تَرَكَهُ جَازَ ، وَأَنَّ الْأَفْضَل بَعْده الْفِطْر عَلَى الْمَاء ، وَقَدْ جَاءَ هَذَا التَّرْتِيب فِي الْحَدِيث الْآخَر فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ وَغَيْره فِي الْأَمْر بِالْفِطْرِ عَلَى تَمْر ، فَإِنْ لَمْ يَجِد فَعَلَى الْمَاء فَإِنَّهُ طَهُور .. هنا أفطروا على سويق بالماء فلو شرب شيئاً فيه ماءٌُ مضافٌ إليه شيٌ آخر فقد أفطر على الماء كذلك. | |||
![]()
|
![]() | رقم المشاركة : 9 | |||
| 11 النَّهْيِ عَنْ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ قال مسلم رحمه الله: 1844 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْوِصَالِ قَالُوا إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى 1845 - و...عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاصَلَ فِي رَمَضَانَ فَوَاصَلَ النَّاسُ فَنَهَاهُمْ قِيلَ لَهُ أَنْتَ تُوَاصِلُ قَالَ إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى ... 1846 - حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْوِصَالِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُوَاصِلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَيُّكُمْ مِثْلِي إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي فَلَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَالَ فَقَالَ لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلَالُ لَزِدْتُكُمْ كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ حِينَ أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا 1847 - و...عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ قَالُوا فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّكُمْ لَسْتُمْ فِي ذَلِكَ مِثْلِي إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي فَاكْلَفُوا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ 1848 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ فَجِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ وَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَامَ أَيْضًا حَتَّى كُنَّا رَهْطًا فَلَمَّا حَسَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّا خَلْفَهُ جَعَلَ يَتَجَوَّزُ فِي الصَّلَاةِ ثُمَّ دَخَلَ رَحْلَهُ فَصَلَّى صَلَاةً لَا يُصَلِّيهَا عِنْدَنَا قَالَ قُلْنَا لَهُ حِينَ أَصْبَحْنَا أَفَطَنْتَ لَنَا اللَّيْلَةَ قَالَ فَقَالَ نَعَمْ ذَاكَ الَّذِي حَمَلَنِي عَلَى الَّذِي صَنَعْتُ قَالَ فَأَخَذَ يُوَاصِلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَاكَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ فَأَخَذَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يُوَاصِلُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَالُ رِجَالٍ يُوَاصِلُونَ إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِثْلِي أَمَا وَاللَّهِ لَوْ تَمَادَّ لِي الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ 1849 - ...عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَاصَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ فَوَاصَلَ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَوْ مُدَّ لَنَا الشَّهْرُ لَوَاصَلْنَا وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِثْلِي أَوْ قَالَ إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي 1850 - و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا عَنْ عَبْدَةَ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ نَهَاهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْوِصَالِ رَحْمَةً لَهُمْ فَقَالُوا إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي وفي الرواية الأخرى ...قَالَ فَاكْلَفُوا مَا لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ... قال النووي رحمه الله: بَاب النَّهْيِ عَنْ الْوِصَالِ فِي الصَّوْمِ اِتَّفَقَ أَصْحَابنَا عَلَى النَّهْي عَنْ الْوِصَال وَهُوَ صَوْم يَوْمَيْنِ فَصَاعِدًا مِنْ غَيْر أَكْلٍ أَوْ شُرْبٍ بَيْنهمَا ، وَنَصَّ الشَّافِعِيّ وَأَصْحَابنَا عَلَى كَرَاهَته يصوم يومين متتابعين دون أن يُفطر ولا يتسحر بينهما لو تسحر فهو مواصلٌ إلا السَّحَر ولو أفطر فهو ليس بمواصل وهذا هو الأفضل كما أخبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بأن الأمة لا تزال بخيٍرٍ ما عجلوا الفطر فالمستحب أن يفطر ويتسحر هذا أفضل وأما من لم يفطر ولم يتسحر يومين متتابعين فهو مواصل، وَلَهُمْ فِي هَذِهِ الْكَرَاهَة وَجْهَانِ أَصَحّهمَا : أَنَّهَا كَرَاهَة تَحْرِيم . وَالثَّانِي : كَرَاهَة تَنْزِيه ، وَبِالنَّهْيِ عَنْهُ قَالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء ، وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي أَحَادِيث الْوِصَال ، فَقِيلَ : النَّهْي عَنْهُ رَحْمَة وَتَخْفِيف ، فَمَنْ قَدَرَ فَلَا حَرَج ، وَقَدْ وَاصَلَ جَمَاعَةٌ مِنْ السَّلَف الْأَيَّام واصلوا الأيام المتتابعة وممن ينقل عنه ذل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وغيره، قَالَ : وَأَجَازَهُ اِبْن وَهْب وَأَحْمَد وَإِسْحَاق إِلَى السَّحَر للحديث (من أراد منكم أن يواصل فليواصل إلى السحر بمعنى أنه يظل بلا إفطار إلى وقت السحور ، ثُمَّ حَكَى عَنْ الْأَكْثَرِينَ كَرَاهَته ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره مِنْ أَصْحَابنَا : الْوِصَال مِنْ الْخَصَائِص الَّتِي أُبِيحَتْ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَرُمَتْ عَلَى الْأُمَّة ، وَاحْتُجَّ لِمَنْ أَبَاحَهُ بِقَوْلِهِ فِي بَعْض طُرُق مُسْلِمٍ : نَهَاهُمْ عَنْ الْوِصَال رَحْمَةً لَهُمْ وهذا لا يدل على الإباحة لأن هناك أشياء كثير شرعت لنا رحمة وتخفيفاً وهي واجبة ولا يجوز أن يتركها الإنسان ، وَفِي بَعْضهَا لَمَّا أَبَوْا أَنْ يَنْتَهُوا وَاصَلَ بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَال ، فَقَالَ : ( لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلَال لَزِدْتُكُمْ ) وَفِي بَعْضهَا : ( لَوْ مُدَّ لَنَا الشَّهْر لَوَاصَلْنَا وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ ) وهذا يدل على أن الوصال من التعمق والتنطع وقد قال - صلى الله عليه وآله وسلم - (هلك المتنطعون). وَاحْتَجَّ الْجُمْهُور بِعُمُومِ النَّهْي ، وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُوَاصِلُوا ) . وَأَجَابُوا عَلَى قَوْله : ( رَحْمَةً ) بِأَنَّهُ لَا يَمْنَع ذَلِكَ كَوْنه مَنْهِيًّا عَنْهُ لِلتَّحْرِيمِ ، وَسَبَب تَحْرِيمه : الشَّفَقَة عَلَيْهِمْ ، لِئَلَّا يَتَكَلَّفُوا مَا يَشُقّ عَلَيْهِمْ ولذلك قال مثلاً فيمن أفطر في رمضان وهو يشق عليه قال (أولئك العصاة) إذاً كان محرماً عليهم أن يصوموا ذلك اليوم الذي شق عليهم وأمرهم بالفطر فيه وصاموا فقال أولئك العصاة صريح فيها تسميتهم عصاة لأنهم صاموا وقد أمرهم - صلى الله عليه وآله وسلم - بالفطر، وَأَمَّا الْوِصَال بِهِمْ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا فَاحْتُمِلَ لِلْمَصْلَحَةِ فِي تَأْكِيد زَجْرِهِمْ ، وَبَيَان الْحِكْمَة فِي نَهْيِهِمْ ، وَالْمَفْسَدَة الْمُتَرَتِّبَة عَلَى الْوِصَال وَهِيَ الْمَلَل مِنْ الْعِبَادَة ، وَالتَّعَرُّض لِلتَّقْصِيرِ فِي بَعْض وَظَائِف الدِّين مِنْ إِتْمَام الصَّلَاة بِخُشُوعِهَا وَأَذْكَارهَا وَآدَابهَا ، وَمُلَازَمَة الْأَذْكَار وَسَائِر الْوَظَائِف الْمَشْرُوعَة فِي نَهَاره وَلَيْله . وَاَللَّه أَعْلَم . وهذا هو الظاهر في هذه المسألة وأما قول أحمد وإسحاق فصحيح أما الوصال المحرم فهو أن يبيت بلا إفطارٍ ولا سحور وأن يصوم يومين متتابعين دون طعامٍ ولا شرابٍ بينهما وإذا واصل إلى السحر جاز والأفضل أن يفطر معجلاً الفطر لترغيب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في تعجيل الفطر كذلك لو أفطر على الجماع مثلاً فهو مفطر ولكن قد فاته فضيلة الفطر على الطعام والشراب أو على التمر أو الماء وكذا تأخير السحور فإنه قال (تسحروا فإن في السحور بركة) وقال (... فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) فهذا فاتته الفضيلة ولا يُؤجر على صيام الليل وإنما يريد المواصل كسر النفس لا يتعبد بترك الطعام والشراب في الليل وإنما يريد التشديد على النفس لكسر ثورتها وإضعاف شهوتها فهذا ليس بمقصودٍ لذاته إنما قصد من خلال الوصال شدة إبعاد النفس عن الشهوات ليتحكم فيها أكثر وظاهر الحديث أن النهي عن الوصال ليس كالنهي عن صوم العيد وهذا ظاهرٌ جداً لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما رأى الهلال أفطر فدل ذلك على أن صوم يوم العيد محرم تحريماً مغلظاً لا يحتمل مصلحةً ولا مفسدةً أعني لا يحتمل موازنةً بين المصالح والمفاسد بل هو محرم مطلقاً ويقع باطلاً وأما الوصال فالصوم صحيح صوم اليومين صحيح ويمكن أن يُنظر في أمر المصلحة والمفسدة فيه ولذا واصل بهم - صلى الله عليه وآله وسلم - كالمنكل لهم أي كالمعاقب وهذا دليل على أنهم قد ارتكبوا أمراً منهياً عنه ولكن أراد أن يعرفهم عاقبة مخالفة نهيه - صلى الله عليه وآله وسلم - وهذا الباب هو الذي ذكره من يذكر أفعال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في قسم ما فعله النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عقوبةً لغيره هل يقتضى به فيه أم لا وذلك لأن أفعال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الإقتداء والتأسي إلا ما صرح بالخصوصية وهذا الوصال مصرحٌ فيه بالخصوصية فقال إني لست كهيئتكم وإنما أنكر - صلى الله عليه وآله وسلم - على من صام متابعةً له لأنه قد تقدم بالنهي عن الوصال ولذلك بين لهم العلة بعد ذلك بقوله (إني لست كهيئتكم)، (إني لست في ذلك مثلكم). والصحابة لم يفهم بعضهم من النهي التحريم وهذا الأمر وصفه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالتعمق وبالتشدد وبأنه وصفٌ يستحق العقوبة ولذلك قال (كالمنكل بهم) ولذلك نقول أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - خطّأهم في فهمهم. 1846 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي أَبِيت يُطْعِمنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي ) مَعْنَاهُ : يَجْعَل اللَّه تَعَالَى فِيَّ قُوَّة الطَّاعِم الشَّارِب ، وَقِيلَ : هُوَ عَلَى ظَاهِره ، وَأَنَّهُ يُطْعَمُ مِنْ طَعَام الْجَنَّة كَرَامَة لَهُ كلامُ باطل لأنه لو كان يأكل ويشرب لقال إني لست أواصل ولكني آكل من حيث لا ترون ولكن قالوا إنك تواصل فقال إني لست بهيئتكم إني لست مثلكم فها دليل على أنه يواصل فعلاً ولكنه يختلف فإن الله يُفيض على قلبه من أنواع العلوم ومن آثار القرب من الله - عز وجل - ما يجعل في البدن قوة يستغني بها عن الطعام والشراب، وَالصَّحِيح الْأَوَّل ؛ لِأَنَّهُ لَوْ أَكَلَ حَقِيقَةً لَمْ يَكُنْ مُوَاصِلًا ، وَمِمَّا يُوَضِّح هَذَا التَّأْوِيل وَيَقْطَع كُلّ نِزَاع . قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرِّوَايَة الَّتِي بَعْد هَذَا : ( إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي ) وَلَفْظَةُ ( ظَلَّ ) لَا يَكُون إِلَّا فِي النَّهَار ، كَمَا سَنُوَضِّحُهُ قَرِيبًا - إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى - وَلَا يَجُوز الْأَكْل الْحَقِيقِيّ فِي النَّهَار بِلَا شَكٍّ لا من طعام الجنة ولا من غيرها وليس هذا من الكرامة ولذلك نقول أن الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان لا يأكل ولا يشرب هذه الليالي وإنما يفيض الله عليه منت أنواع العلوم وآثار القرب ما يكفيه عن الطعام والشراب. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . 1847 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَاكْلَفُوا مِنْ الْأَعْمَال مَا تُطِيقُونَ ) ...وَمَعْنَاهُ : خُذُوا وَتَحَمَّلُوا وذلك لو أنه تحمل ما لا طاقة له به من العبادة وزهد فيها ثم انقطع عنها فيقع الله - تعالى - عنه فضله. 1848 - قَوْله : ( فَلَمَّا حَسَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّا خَلْفَهُ جَعَلَ يَتَجَوَّزُ فِي الصَّلَاة ، ثُمَّ دَخَلَ رَحْلَهُ ) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ ( حَسَّ ) بِغَيْرِ أَلِفٍ ، وَيَقَع فِي طُرُق النُّسَخ ( أَحَسَّ ) بِالْأَلِفِ ، وَهَذَا هُوَ الْفَصِيح الَّذِي جَاءَ بِهِ الْقُرْآن فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله)، وَأَمَّا ( حَسَّ ) بِحَذْفِ الْأَلِف فَلُغَةٌ قَلِيلَةٌ ، وَهَذِهِ الرِّوَايَة تَصِحّ عَلَى هَذِهِ اللُّغَة . وَقَوْله : ( يَتَجَوَّز ) أَيْ يُخَفِّف وَيَقْتَصِر عَلَى الْجَائِز الْمُجْزِي مَعَ بَعْض الْمَنْدُوبَات ، وَالتَّجَوُّز هُنَا لِلْمَصْلَحَةِ . وَقَوْله : ( دَخَلَ رَحْلَهُ ) أَيْ مَنْزِلَهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ : رَحْل الرَّجُل عِنْد الْعَرَب : مَنْزِلُهُ ، سَوَاء كَانَ مِنْ حَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ أَوْ وَبَرٍ أَوْ شَعْرٍ وَغَيْرهَا . وهذا الحديث يدل على أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يخشى أن يُفرض عليهم قيام رمضان لأجل ذلك تجوز - صلى الله عليه وآله وسلم - في الصلاة وانتهى منها حتى لا يكثر من خلفه وهذا عرف بالروايات الأخرى المصرحة بذلك قال (خشيت أن تُفرض عليكم) وهذا الحديث دليل على جواز الائتمام بمن لم ينو الإمامة لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أحس بهم بعد أن صاروا رهطاً فلما أحس النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنهم خلفه جعل يتجوّز في الصلاة فهذا دليل على أن نية الإمام ألإمامة ليست شرطاً في صحة الجماعة ولا في صحة صلاة المأمومين بل يمكن أن يأتم بمن لم ينو الإمامة كما قد يدخل البعض في الصلاة خلف إمام فهذا فيه دليل كما ذكرنا على جواز الائتمام بمن لم ينو الإمامة حتى لو لم يرفع صوته بالتكبير أو بالقراءة في صلاةٍ يُجهر فيها بالقراءة صحت الصلاة ولا يلزم نية الإمامة ولا رفع الصوت فإذا علم شُرع له أن ينو الإمامة لكي يحصل ثواب الجماعة للجميع... قوله (ثم دخل رحله فصلى صلاةً لا يصليها عندنا) أي في الطول وذلك أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يتجوز فيها شفقةً عليهم أيضاً وهذا الذي جعله يذكر هذا مع حديث الوصال فإنه - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما امتنع من جمعهم على التراويح خشية أن تُفرض عليهم وامتنع من التطويل شفقةً على أمته أيضاً ونهاهم عن الوصال شفقةً عليهم. فقوله (صلى صلاةً لا يصليها عندنا) دليل على استحباب التطويل إذا كان وحده كما قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - (فإذا صلى لنفسه فليصلي ما شاء) حتى في قيام رمضان إذا كان يشق على الناس وإن كان الأمر في ذلك مردّه إلى تخفيف الصحابة رضي الله تعالى عنهم فإنهم كانوا يخففون كما كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يخفف ويأمرهم بالتخفيف وليس أنه يضيع الصلاة بالكلية أو يخفف تخفيفاً يُفقد المقصود من صلاة التراويح وهذا الحديث دليل على مشروعية الجماعة في صلاة قيام رمضان لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صلى بهم جماعة ولم ينكر عليهم دخولهم خلفه وإنما امتنع من المواظبة على ذلك خشية أن تُفرض عليهم فأما من يقول بأنه يُستحب الآن أن يصلي منفرداً كما فعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هذا قول البعض مخالفاً لجماهير أهل العلم هذا القول غير ظاهر بل السنة والأفضل والمستحب أن يصلي الناس جماعة لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - رغب بالقول في قيام رمضان في قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - (من صلى مع الإمام حتى ينصرف كُتبت له قيام ليلة) فقد رغّب بالقول ورغّب بالفعل لكنه لم يواظب عليه لأجل الخشية من أن تُفرض عليهم ففعل عمر - رضي الله عنه - في جمع الناس على أُبي على قراءة قارئ واحد هي بدعة لغوية وليست شرعية لأنه ثبت فعل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والمواظبة هي الحادثة وكان هناك مانع منها فزال المانع فترك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأمرٍ معين لوجود مانع لا يدل على أن الترك سنة وإنما يكون الترك سنة مع وجود المقتضي وانتفاء الموانع والله أعلم. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَمَا وَاَللَّهِ لَوْ تَمَادَّ لِي الشَّهْر ) هَكَذَا هُوَ فِي مُعْظَم الْأُصُول ، وَفِي بَعْضهَا ( تَمَادَى ) وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ ، وَهُوَ بِمَعْنَى ( مُدَّ ) فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى . قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ ) هُمْ الْمُشَدِّدُونَ فِي الْأُمُور الْمُجَاوِزُونَ الْحُدُودَ فِي قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ . 1849 - قَوْله فِي حَدِيث عَاصِم بْن النَّضْر : ( وَاصَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّل شَهْر رَمَضَان ) ...كَذَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عَنْ أَكْثَر النُّسَخ قَالَ : وَهُوَ وَهْمٌ مِنْ الرَّاوِي ، وَصَوَابه ( آخِر شَهْر رَمَضَان ) ، وَكَذَا رَوَاهُ بَعْض رُوَاة صَحِيح مُسْلِم ، وَهُوَ الْمُوَافِق لِلْحَدِيثِ الَّذِي قَبْله ، وَلِبَاقِي الْأَحَادِيث . أي أن هذا هو أحد الأحاديث المُستدركة وفي الحقيقة الظاهر أن هذا خطأ في النسخ وليس من مسلم والله أعلى وأعلم فلفظة أول ليست صحيحة وإنما هي آخر كما في بعض النسخ والذي عندنا النسخ التي فيها أول أيضاً لأنه قال (لو مُدّ لنا الشهر) وهذا لو كان من أول الشهر لكان ممدوداً والأحاديث الأخرى صريحة في أن ذلك كان في آخر الشهر قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي أَظَلّ يُطْعِمنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي ) قَالَ أَهْل اللُّغَة : يُقَال : ظَلَّ يَفْعَل كَذَا إِذَا عَمِلَهُ فِي النَّهَار دُون اللَّيْل ، وَبَاتَ يَفْعَل كَذَا إِذَا عَمَله فِي اللَّيْل ، وَمِنْهُ قَوْل عَنْتَرَة : وَلَقَدْ أَبِيت عَلَى الطَّوَى وَأَظَلُّهُ أَيْ أَظَلُّ عَلَيْهِ ، فَيُسْتَفَاد مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَة دَلَالَةٌ لِلْمَذْهَبِ الصَّحِيح الَّذِي قَدَّمْنَاهُ فِي تَأْوِيل ( أَبِيت يُطْعِمنِي رَبِّي ) أي أنه ليس يأكل حقيقةً بل يكون فيه قوة الطعام والشراب وليس أنه يأكل ويشرب فعلاً؛ لِأَنَّ ظَلَّ لَا يَكُون إِلَّا فِي النَّهَار ، وَلَا يَجُوز أَنْ يَكُون أَكْلًا حَقِيقِيًّا فِي النَّهَار . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . | |||
![]()
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أسلم, لفضيلة, الصيام, الشيخ/, برهامي, تفريغات, ياسر, شديد, كتاب |
![]() | |||||||||
|
أدوات الموضوع | |
| |