العودة   منتدى النرجس > المنتديات الأدبية > منتدى القصص والروايات الاكثر شعبية



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
قديم 30-01-2023, 03:05 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وليدالحمداني
إدارة الموقع
 







وليدالحمداني غير متواجد حالياً

 

Sss1 قصة المثل الأعلى - قصة حقيقية -قصة واقعية -قصة من الواقع

قصة المثل الأعلى - قصة حقيقية -قصة واقعية -قصة من الواقع



قصة(المثل الاعلي)

🍃قصة حقيقية 🍃
من مشاكل بريد الجمعة للكاتب
🍃عبد الوهاب مطاوع 🍃(رحمه الله)

أنا شاب في الثالثة والعشرين من عمري نشأت بين أبوين طيبين مكافحين وأنا أصغر اخوتي حيث تكبرني اختان ثم الأخ الأكبر‏.‏وكان والدي موظفا حكوميا صغيرا بمدينتنا القريبة من القاهرة وتفتحت عيناي للحياة فوجدت كل شيء في محيط أسرتنا يدور حول محور أخي الأكبر الذي يتقدم في الدراسة بنجاح وتتعلق به آمال أبي في ان يراه ذات يوم رجلا له شأن‏.‏ فاعتدت منذ صغري احترام شقيقي هذا ورضعت حبه مع لبن أمي‏,‏ ورأيت أبي لا يكف عن الإشادة باجتهاد أخي وجديته ورجولته المبكرة ويدعوني أنا وشقيقتي لاتخاذه مثلا أعلي لنا في الحياة‏,‏ ويوما بعد يوم أثبت أخي لأبيه أنه عند حسن ظنه به بالفعل فحصل علي الثانوية العامة بمجموع كبير‏,‏ ورشحه مكتب التنسيق للالتحاق بإحدي كليات القمة
‏,‏ وأشفقت أمي علي أبي من احتمال نفقات الدراسة المكلفة في هذه الكلية وتساءلت‏:‏ كيف ستواجهها الأسرة‏,‏ ومرتب ابي لا يكاد يكفي للنفقات الضرورية فإذا بالجواب يجيء من شقيقتي الوسطي التي تلي هذا الأخ في السن‏,‏ فتعلن لأبي انها لا ترغب في مواصلة الدراسة
لأنها لا تميل إليها وتفضل أن تعمل بالشهادة الإعدادية لتساعده في نفقات الحياة‏,‏ وحاول أخي الأكبر للأمانة إقناعها بالاستمرار في الدراسة‏,‏ مؤكدا انه سيتدبر امره في القاهرة حين يلتحق بكليته لكنها أصرت علي قرارها‏,‏ وبالفعل توقفت اختي عن الدراسة التي لم تكن موفقة فيها ونجح أبي في إلحاقها بوظيفة مؤقتة في المصلحة الحكومية التي يعمل بها بمرتب بسيط‏,‏ ونجحت هي في العثور علي عمل كسكرتيرة بعيادة أحد الأطباء بعد الظهر‏,‏ والتحق أخي بكليته‏,‏ واراد ابي ان يترفق باختي فاكتفي بمساهمة اختي بمرتبها من الوظيفة الصباحية في نفقات الأسرة‏,‏ وترك لها أجرها عن الوظيفة المسائية لتنفق منه علي نفسها وتدخر بعضه لجهازها حين يجيء ابن الحلال‏,‏ وشدت الأسرة الأحزمة علي بطون أفرادها لكي توفر لأخي نفقات الدراسة‏,‏ وراح ابي يتنقل من عمل اضافي الي آخر ليزيد دخله ويشتري للابن الأكبر الملابس اللائقة وادوات الدراسة والكتب الغالية‏.‏ وكل ذلك ونحن سعداء ونحلم باليوم الذي سيتخرج فيه شقيقنا ويحقق آمال الأسرة فيه‏,‏ ولم يخيب أخي ظنوننا فقد راح ينتقل من سنة إلي أخري بنجاح‏,‏ وكلما رجع إلينا في الإجازات انحني علي يدي أبي وأمي يقبلهما‏,‏ واحتضن شقيقتي الوسطي والصغري‏,‏ وقبل رأسي وأكد للجميع اعتزازه بهم واعترافه بفضلهم عليه‏..‏
وحصل شقيقي علي شهادته المرموقة وادي الخدمة العسكرية وعين في وظيفة ممتازة وتخففت الحياة في أسرتنا من بعض جفافها وشدتها‏,‏ وسعد أبي بما حققه أخي سعادة طاغية‏,‏ غير أن سعادته هذه لم تطل كثيرا إذ توفاه الله فجأة وهو عائد من عمله المسائي وبكيناه كثيرا وكان أكثرنا حزنا عليه أخي الأكبر‏.‏
وكنت عند وفاة أبي استعد لدخول امتحان الشهادة الإعدادية‏,‏ فتزلزلت حياتي‏,‏ وكانت النتيجة أن فشلت في الامتحان واستاء لذلك اخي الأكبر وعنفني بشدة ووعدته بأن أبذل اقصي جهدي في السنة المقبلة‏,‏ وفعلت ذلك بالفعل ودخلت الامتحان ونجحت فيه بمجموع ضعيف‏,‏ ولم يعد من سبيل امامي سوي اختصار طريق التعليم والالتحاق بمدرسة متوسطة‏..‏ وغضب مني أخي لذلك كثيرا وخاصمني بعض الوقت‏,‏ لكنه نسي غضبه بعد فترة‏,‏ حين استعطفته أمي علي‏,‏ ومضت الأيام بنا ونحن نتدبر حياتنا بصعوبة بمعاش أبي ودخل اختي الوسطي‏,‏ ثم جاء عريس لها وقبلت به لأنه زميلها في العمل فرفضت امي ان توافق عليه قبل ان يرجع اخي ويقرر ما يراه في شأنه‏.‏ وبعد بعض المداولات وافق عليه اخي وهو كاره لأن وظيفته صغيرة ومرتبه ضئيل وشهدت هذه الفترة من حياتنا بعض المشاكل العائلية‏,‏ فلقد اشتكت اختي من سوء معاملة أخي لخطيبها‏..‏ وقالت انه يتكبر عليه ويشعره بأنه غير كفء لمصاهرته‏,‏ لكن الأمور مضت في طريقها في النهاية‏,‏ وتزوجت اختي بإمكانات بسيطة وشعرت ببعض المرارة تجاه أخي لأن مساعدته لها كانت اقل مما قدمته هي له‏,‏ ودافع هو عن نفسه بأنه مازال في بداية مشواره وأيدته أمي في ذلك ونهت أختي عن الشكوي‏.‏ اما اختي الصغري فقد واصلت تعليمها حتي حصلت علي الثانوية العامة والتحقت بمعهد فوق المتوسط بمدينتنا وفي هذه الأثناء فاجأنا أخي الأكبر بأنه قد تقدم الي زميلة له في العمل من أسرة عالية المستوي‏,‏ دون أن يصطحب أمه وأخوته معه في طلب يدها‏,‏ مكتفيا في ذلك بقريب لنا من بعيد يعمل بالقضاء‏!.‏
وحزنت أمي لتجاهلها في هذه المناسبة التي كانت تترقبها لتسعد بها وشعرت شقيقتاي بالمرارة والإهانة‏.‏ أما أخي فإنه لم يزد علي أن قال في ضيق إنه فعل ذلك لكي يوفر علينا مشقة السفر للقاهرة‏!.‏






   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


جديد مواضيع قسم منتدى القصص والروايات الاكثر شعبية
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8, Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في منتدى النرجس لاتُعبر بالضرورة عن رأي منتدى النرجس ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير